خلص علماء إلى أن رصد كوكب الزهرة قد يساعد في مكافحة التغير المناخي على كوكب الأرض.
وتظهر بيانات يسجلها المجس الأوروبي "فينوس إكسبريس" الذي يقوم بالدوران حول كوكب الزهرة صورة لكوكب ربما كان في مرحلة ما مماثلا للأرض، ثم تطور بطريقة اخرى بعد ذلك.
فقد تأثر كوكب الزهرة بالاحتباس الاحتراري مع احتجاز أشعة الشمس والتي نجم عنها رفع درجة حرارة الكوكب لتصبح بمعدل 467 درجة مئوية.
نشرت هذه الدراسة عن بيانات المجس الأوروبي في المجلة العلمية "Nature" أو الطبيعة.
ويتشابه كوكبا الزهرة والأرض في الحجم والكتلة والتركيب إلى حد كبير. إلا أن الزهرة أقرب إلى الشمس، وإن كان هذا وحده لا يفسر الاختلافات بينه وبين كوكب الأرض.
ولا يوجد حول كوكب الزهرة مجال مغناطيسي كالذي يحيط بالأرض، مما يعني أن مناخها يتأثر على مدى مليارات السنين بلفح الإشعاع الكوني والرياح الشمسية، وهي تيار من الذرات المشحونة صادرة عن الشمس. مياه مفقودة
ويؤدي غياب المجال المغناطيسي إلى أن الرياح الشمسية تحمل غازات الهيدروجين والهيليوم والأكسجين إلى مسافات أبعد عن كوكب الزهرة منها عن كوكب الأرض.
ويعتقد العلماء أن كوكب الزهرة ربما كان فيه في وقت ما كميات وافرة جدا من المياه، إلا أن الرياح الشمسية قد قضت على معظم هذه المياه خلال مليارات السنين الأولى من عمر النظام الشمسي.
ويقول فريد تايلور الأستاذ في جامعة أكسفورد، وأحد العلماء المشرفين على مهمة "فينوس إكسبريس" : "لقد بدأ يتضح لماذا يختلف مناخ الزهرة اختلافا شديدا عن مناخ الأرض، فيما يتشابهان في كل أمر آخر تقريبا". برق
وأكد مجس "فينوس إكبريس" أيضا حدوث برق في كوكب الزهرة، وكانت مثل هذه الفكرة تثير الجدل، إلا أن أداة القياس المغناطيسي على "فينوس إكسبريس" قد قضت على أي شكوك في هذا المجال.
وفي الحقيقة فإن بيانات المجس تشير إلى حدوث البرق على كوكب الزهرة بمعدلات أعلى من حدوثه على كوكب الأرض.
وكانت أبحاث سابقة قد دللت على وجود بؤرة ضخمة ودوارة من الغيوم في القطب الشمالي من الكوكب. وأظهرت الأبحاث الحديثة دليلا على وجود مثل هذه البؤرة في القطب الجنوبي للكوكب، لكنها تدور بسرعة أكبر.
وتم إطلاق مجس "فينوس إكبريس" من محطة في كازاخستان في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2005، واستقر في مداره حول كوكب الزهرة في نيسان/إبريل عام 2006.